الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

ماذا الذى يُمكن أن يحدث إن قُمنا بعكس إتجاه الزمن ليعمل بصورة عكسية نحو الماضى !


رُبما يُعد هذا السؤال غريب كُلياً -ولكن هذا ماحدث بالفعل!! ففى الطبيعة التى نعيشها لايُمكن أن تمر الأحداث بصورة عكسية أبداً -لأن هذا سيُعد إختراق لحاجز الزمن -ولكن على الرغم من أن قوانين الفيزياء تصف الطبيعة التى نعيشها إلا أنها لاتعرف إتجاهاً مُحدداً للزمن -أى أن الفيزياء لاتُبالى ما إذا كان الزمن يسير للمستقبل دائماً أو للماضى . فلا يوجد هناك أي قانونٍ فيزيائيٍ أساسيٍ يمنعنا من أن نعيد كأس زجاجية مكسورة إلى وضعها السليم. بل إن قوانين الفيزياء تنص على أن أي حدث يمكن أن يجري بصورة معاكسة تماماً. فلماذا إذا لا نستطيع أن نُعيد تلك الكأس الزجاجية المكسورة إلى وضعها السليم مرة أخرى فى الطبيعة !!! حسناً فقد ذكرنا بأن قانون الجاذبية الذي يُفسر رياضياً كيف تنجذب الأجسام ذات الكتلة نحو بعضها البعض قام هذا القانون بتقديم تفسيرات أخرى للكثير من الظواهر الطبيعية. فعلى سبيل المثال لو كانت لدينا معلومات حول موقع القمر وسرعته في لحظة معينة، سيمكننا حينها أن نتنبأ بحركة القمر المستقبلية بدقة كبيرة، وبالتالي يمكننا التنبؤ مثلاً بخسوف القمر قبل حدوثه بسنوات كثيرة. على هذا فإن أي جسم نريد دراسة حركته، كل ما نحتاجه بعض المعلومات عن حالته في لحظة معينة، بعدها نستطيع معرفة حالته في أي لحظة أخرى. إلا أن قوانين نيوتن هذه اتصفت بصفة غريبة، فقد كانت تعمل بشكل عكسي أيضاً!! فلو كانت لدينا معلومات حول حالة الجسم في اللحظة الحالية، فإننا نستطيع باستخدام القوانين معرفة كيف كانت حالته في أي لحظة سابقة، أي في الماضي وبالتالي فبالنسبة لمثالنا عن حركة القمر يمكننا معرفة الأوقات التي حدث فيها خسوف للقمر حتى قبل آلاف السنين بنفس الدقة التي نتنبأ بها بحدوثه في المستقبل. هذا يعني أن قوانين نيوتن لم تهتم إذا ما كان الزمن يسير للأمام أو الخلف فقد كانت تتقصى الحالة التي كان عليها الجسم في الماضي تماماً كما كانت تتنبأ بحالته التي سيكون عليها في المستقبل. ولتوضيح ذلك فإننا نعرف أنّ قوانين نيوتن تخبرنا بالمدار الذي يسلكه القمر حول الأرض بدقة متناهية وإذا ما قمنا بتغيير الاتجاه الذي يسير به القمر فإنه سيسلك نفس المدار الذي كان يسلكه من قبل. وهذا يعنى أننا لو قُمنا بتصوير فيديو للقمر وهو يدور حول الأرض ثم قُمنا بعرض هذا الفيديو بشكل عكسي فإننا لن تتمكن من التمييز بين الحركتين الأصلية والعكسية ولن تتمكن من معرفة اتجاه الزمن الحقيقي في كلا العرضين بسبب وجود تماثل تام بين الحركة في حالة الزمن الطبيعي والزمن المعكوس. إن هذا الأمر ينظبق على كل القوانين والظواهر الفيزيائية، فحتى تلك الكأس الزجاجية التي كُسرت وتبعثرت لو تمكنّا بطريقة ما أن نعكس اتجاه السرعة لكل جزيء من الجزيئات المكوّنة لهذه الكأس المكسورة فإن ما سيحدث بعد ذلك هو أن حركة جزيئاتها ستعمل على إعادة الكأس المكسورة إلى شكلها الأصلي الطبيعي وهذا من الناحية النظرية طبعاً. ربما كل نظريات الفيزياء منذ نيوتن إتسمت بنفس الصفة فهي لا تكترث باتجاه الزمن سواء كان نحو المستقبل أو نحو الماضي. دائماً ما تعطي نتائج صحيحة في الحالتين.إنه التناظر الزمني. ولكن عندما يتعلق الأمر بحياتنا اليومية نجد أن الأمور تختلف تماماً !! فبالتأكيد يوجد هناك إتجاه محدد للزمن ونستطيع بسهولة إدراك الفرق بين الماضي والمستقبل. وهنا يتضح إذاً أننا أمام معضلة حقيقيّة، ففي حياتنا اليومية نلاحظ أن للزمن اتجاه محدداً من الماضي إلى المستقبل، لكننا لا نلحظ هذا الأمر في قوانين الفيزياء التي من المفترض أنها تصف الظواهر المختلفة في حياتنا اليومية، فقد وجدنا أن هذه القوانين لا تهتم باتجاه الزمن بل تعمل في كلا الاتجاهين !! ولأن الفيزياء تصف الطبيعة التى نعيشها -فمن الممكن أن يكون هُناك طريقة لعكس إتجاه الزمن فى الطبيعة نفسها ! إنها ذرات الكربون13 الأولية !! لقد تم دراسة عكس سهم الزمن فى الطبيعة لذرة الكربون13 والموجودة في عيّنة من الكلوروفورم السائل وذلك عن طريق عكس إتجاه اللف المغزلى بشكلٍ متكررٍ باستخدام مجال مغناطيسي متردد وربط اتجاه الزمن الناتج عن الاهتزازات الكمومية بحالات اللف الذاتي الذرية المختلفة. حسناً فعلى الرغم من إحتواء العينة على ما يقارب التريليون جزيء من الكلوروفورم، فإن الطبيعة غير النشطة لهذه الذرات جعلت من التجربة مماثلة للقيام بالقياسات باستخدام ذرة كربونٍ واحدة، ولكنها مضاعفة تريليونات المرات. فعندما قام العلماء بتوجيه العينة إلى مجالٍ مغناطيسي خارجي مهتز، والذي قام بدوره بعكس حالة اللف الذاتي الخاصة بذرات الكربون بين الأعلى والأسفل باستمرار، ثم تم زيادة شدة المجال المغناطيسي لرفع معدل انعكاس حالة اللف الذاتي، ثم بتخفيض الشدة المجال المغناطيسي. وبما أنّ النظام قابل للعكس، فيجب أن يتماثل التوزيع الكلي لحالة الذرات في نهاية التجربة والتوزيع في بدايتها. ولكن كانت المُفاجئة أن التوزيع الكلي لحالة الذرات فى نهاية التجربة أصبح غير متزن -وزادت الفوضى لحالة تلك الذرات حتى إنهارت ! وكانت النتيجة أنه بالرغم من إمكانية العلماء من عكس سهم الزمن بالنسبة لتغير الأحداث فى الطبيعة داخل ذرات الكربون إلا أن الأمر أصبح غير مقبول من قِبل الطبيعة وإنهارت الذرات علي الفور . فعلى الزمن أن يسير بإتجاه واحد فقط نحو المستقبل -وهذا ما يجعل الكون مُستقراً وإن تم عكس سهم الزمن للماضى فى الطبيعة ستنتشر الفوضى ويصبح الكون غير متزن تماماً . حسناً إن قُمنا بربط نظريات السفر عبر الزمن للماضى بهذا الإستنتاج فإنه وإن تمكنا وبطريقة ما السفر عبر الزمن للماضي فسوف تصبح جميع الأحداث التى تُشاهدها مُشوشة وفوضاوية -ولن تجد نفس الأحداث التى سافرت للماضى من أجلِها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق