الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

اليوجينيا والوجه القبيح للعلم والفكر


فجأة، ومع صعود الحركات القومية المتطرفة في أوروبا، والتطور غير المسبوق في الهندسة الوراثية مؤخرا، وأبحاث "الجينوم" البشري، عاد علم "اليوجينا" العنصري القديم ليطل بوجهه القبيح على العالم مرة أخرى! فبعد قرون طويلة من اختفائها عادت "اليوجينيا" لتصم علم الوراثة البشرية بوصمة عار جديدة، فظهرت في فرنسا وبريطانيا وألمانيا جماعات كانت تعيش في الظلام، تدعو إلى استخدام "اليوجينيا" لفرز البشر ودعم تفوق الجنس الأبيض وحمايته من الأزمة الاقتصادية العالمية. و "اليوجينيا" لمن لا يعرفها هي علم "التحكم في السلالة البشرية" لضبط معدلات الولادة و "تحسين" صفات البشر عن طريق ولادة الصالحين بيولوجيا فقط، بتشجيع الزواج المبكر لما يسمى "الأعراق الممتازة" فحسب، وحرمان غير الصالحين من الخروج إلى الحياة، وهو بذلك علم عنصري بكل المقاييس، عرفه العالم لأول مرة كعلم عام 1869 م على يد عالم بريطاني متعصب للجنس الأبيض يدعى "فرانسيس جالتون" كان يقول إن "كلاب أفريقيا تكف عن النباح إذا ما تنفست هواءنا" ! ويعرف بعض العلماء "اليوجينيا" الإيجابية بأنها دراسة العوامل الخاضعة للتحكم الاجتماعي بهدف تحسين الخصائص الطبيعية الموروثة للأجيال في المستقبل جسديا وذهنيا، وذلك على عكس "اليوجينيا" السلبية وهي الحد من تناسل من لا يستحقون الحياة، حسب رؤية عنصري لا إنسانية ساخرة، ويدخل في عداد هؤلاء المتخلفين ذهنيا أو أصحاب الأمراض الخطيرة وسواهم. ولكن "اليوجينيا" حسب النظرة الإنسانية كلها شر، فمن الذي يعطي لهذا العالم أو ذاك حق "تقويم" البشر، وإعطاء تصريح بالحياة لمن يرى أنه الأفضل عرقا أو عقلا، وحرمان آخرين من فرصة الحياة لمجرد أنهم ولدوا ببشرة سمراء أو أقل صحة وذكاء من غيرهم ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق