الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

ما لا تعلمه عن "الماكروبيوتك"


لو ذكرت كلمة الماكروبيوتك لأناس من العالم العربي قبل 3 سنوات لما رد عليك أحد، ولكن لو ذكرتها اليوم لأنصت لك الجميع، وانهالت عليك الأسئلة والتعليقات الإيجابية والسلبية على حد سواء، ولقد دخلت هذه الكلمة بقوة علينا وتفاعلنا معها بقوة أيضًا، ويرجع ذلك في نظري إلى سبب واحد قوي جدًّا، وهو عدم الرضا العام بما يقدمه الطب الحديث، من حلول لأمراض العصر الكثيرة؛ فأصبح كل منا -خاصة من يعانون من مشاكل صحية- يبحثون هنا وهناك عن حلول بديلة لمشاكلهم الصحية التي نفض الطب الحديث يده منها، خاصة مرض السرطان، فتارة يلجئون إلى الأعشاب، وتارة يلجئون إلى العلاج بهذا الشيء وذاك، وينتهي بهم الحال كالغارق يبحث عن أي قشة يتعلق بها، ويكون فريسة مثالية للدجالين ومن تكون مصائب الأقوام عندهم فوائدا. أفكار فلسفية وظهر أخيرا نظام جديد هو نظام الماكروبيوتك، مبني على أفكار فلسفية في الأساس، والفكرة المحورية فيه أن الإنسان (نفسًا وجسدًا) هو نتاج ما يأكل ويشرب بالدرجة الأولى، ونتاج البيئة التي يعيش فيها بالدرجة الثانية، فإن كان طعامك متوازنًا فسيكون جسمك متوازنًا، وبالتالي ستكون فردًا يتمتع بصحة رائعة وطاقة متدفقة. الفرد العادي قد لا يعي معنى هذا الكلام ومؤداه وعيًا تامًّا، وهناك مبادئ أساسية يقوم عليها هذا العلم، وأهم مبدأ هو أن كل شيء في العالم خلق على شكل زوج، وأن الطاقات -وليس القيمة الغذائية- هي أساس تقييم الطعام وكل شيء. فكل شيء على شكل زوج، وهذا يتفق مع النص القرآني "ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين". فالعالم مكون في مجمله من (ين ويانج): الين: هو طاقة الانكماش، مثل البرودة والظلام والحجم الصغير، وهي طاقة تتجه من أسفل إلى أعلى. واليانج: هو طاقة التمدد مثل الحرارة والنور والحجم الكبير، وهي طاقة تتجه من أعلى إلى أسفل، وكما أن في كل علم أصحاب مذاهب، فهناك من يصنف "الين واليانج" بصورة معاكسة لهذه الصورة، المهم أن الكل يتفق على أن العالم مكون من طاقتين متضادتين. ولا يوجد شيء في العالم "ين" خالصا أو "يانج" خالصا، ولكن أحيانًا تزيد نسبة اليانج في شيء عن الين، والعكس صحيح، وهكذا... هذا هو أهم مبدأ من المبادئ التي يقوم عليها هذا الأسلوب في الحياة، نعم الماكروبيوتك أو (الحياة العريضة) هو نظام حياة متكامل يتعرض لكل ما يدور حولنا، ابتداء من الطعام والملبس والمنزل، وانتهاء بالمشاعر والأخلاق والتفكير الإيجابي، وهذه الأخيرة لاقت اهتمامًا كبيرًا مؤخرًا، وإقبالا منقطع النظير على تعلمها مستقلة، وهي ما يعرف بـNLP والبرمجة العصبية اللغوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق